بين تشارلي إيبدو وتشابل هيل.. عندما
يكيل العالم بمكيالين
!
لم
يمض كثيراً على حادثة هجوم شارلي إيبدو التي قلبت الرأي الدولي، وحظت بإهتمام بالغ
، وقام الإعلام العربي قبل الغربي ولم يقعد،حينها تنبأ كثيرون بل وإستعدوا
للأيام القادمة والتي ستكون حالكة السواد على الجالية العربية في كافة الدول الأوروبية،
ما يعني إرتكاب جرائم إرهابية عنصرية ضد المسلمين بدافع الإسلاموفوبيا وهذا ما حدث
بالفعل ..
تفاصيل الحادث
في
الساعة الخامسة تحديداً من فجر أمس، عثرت الشرطة الأمريكية على ثلاثة طلاب مقتولين
بطلق ناري في الرأس وهم؛ ضيا بركات سوري الجنسية يبلغ 23 عام، طالب بطب الأسنان
بجامعة نورث كارولينا ،والذي كرس حياته للأعمال الخيرية وتوفير الرعاية الصحية
للمحتاجين..
بالإضافة
إلى مبادرات قام بها لمساعدة اللاجئيين السوريين، وزوجته “يُسر أبو صالحة”
فلسطينية 21 عام، تخرجت العام الماضي وتزوجت من ضيا في 22 من ديسمبر الماضي،
وأختها رزان 19 عام طالبة بكلية الهندسة المعمارية
..
وألقت
الشرطة القبض على مرتكب الجريمة الذي يدعى ” كريغ هيكس” ، والذي يكن بداخله مشاعر
الكراهية والحقد تجاه الإسلام والمسلمين
!
إلا
ان الشرطة رفضت ان تحول الحادث إلى جريمة قتل إلى جريمة عنصرية،
وزعمت ان السبب الحقيقي وراء هذه الجريمة، هو خلاف عادي بين الطرفين على مكان
صف السيارة، ولا علاقة له بالدين إطلاقاً
!
بينما
أكدت عائلة الضحايا ان الدافع كان عنصري بالدرجة الأولى، نظراً لما حدث من قبل من
خلافات ومشادات بين هذا الإرهابي والضحايا
..
هذه
إحدى تغريدات ضيا .. والتي أعرب فيها عن حزنه من سماع بعض الآراء التي تنادي
بقتل اليهود، أو قتل الفلسطينيين لحل القضية الفلسطينية
!
كما
نشر سابقاً على الفيسوك صورة لهم أثناء تقديم المساعدات للمشردين في ضواحي أمريكا،
حيث كتب قائلاً “اليوم قدمنا إمدادات الأسنان والطعام المجاني لأكثر من 75
متشرد في مدينة درهام”
إحدى
تغريدات رزان أبوصالحة ..
كما
نشرت “يُسر” هذه الصورة قبل الحادث بأيام .. وكتبت معلقة
“Dancing with Dad”
من
الواضح ان هذا النموذج المشرف لهؤلاء الطلاب الذين مثلوا الإسلام في أحسن صورة،
وأضافوا للمجمتع الأمريكي قيم وأخلاق يفتقدها، إستفز الإرهابي الذي قام بفعلته
الدنئية لإرضاء نفسه، ولإسكات صوت الحقد الذي يصرخ بداخله
!
تجاهل الاعلام الغربي
وفي
صمت مخجل، وتواطؤ مخزي مع القاتل ، جاء رد فعل الإعلام الغربي، فلم يتفوه أحد بكلمة
واحدة، بما فيهم أشهر وكالات الأنباء والمواقع الأجنبية، بداية من رويترز،
مروراً بالـ بي بي سي وحتى الـ سي إن إن..
هذه
الوكالات التي لم تكف عن التنديد والمطالبة بإبادة المسلمين عن بكرة أبيهم، وتبعته
بالبكاء والنحيب والحداد على قتلى هجوم تشارلي، بينما كان الصمت
عنوان الموقف عندما تبدلت الصورة، وأصبح الضحية هو المسلم،
والجاني واحداً من بلادهم بلاد حرية الإعتناق وإحترام الأديان وما إلى ذلك من
شعارات لا قيمة لها !
إلا
ان الإعلام البريطاني كان منصفاً، حيث قامت صحيفة “الاندبندنت” البريطانيّة
بتغطية الحدث، لتتبعها الصحف الأمريكية بعدها بذكر الحدث بمنتهى اللا
مبالاة !
وهذا
كان خير دليلاً على ان الإعلام الغربي يكيل بمكيالين، فعندما يكون مرتكب الجريمة
مسلماً يصبح حينها “إرهابي” وتكون جريمة “إرهابية” بينما
ان كان غير مسلم ، فيكتفي الإشارة للخبر من بعيد على انه حادث !
ما
دفع النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بمقارنة هذا الحادث بهجوم تشارلي إيبدو،
وكيف تجاهله الإعلام الغربي بشكل واضح ومتعمد
..
حيث
كتب أحدهم قائلاً.. يصبح المسلمون ذو أهمية لدى
الإعلام، عندما يكونوا هم وراء البندقية، وليس أمامها !
وكتب
آخر عبر تويتر ..
وعن
التناقض في رد الفعل بين حادث تشارلي إيبدو، وهذا الحادث
..
وعلق
آخر على هذه الصورة قائلاً .. يعجني طريقة الاعلام في تصوير الخبر
.. هل يمكنك استخراج الفرق؟!
كما
تضامن الفنان “كارلوس لاتوف”، ونشر كاريكتير يصور تجاهل الإعلام المتعمد للحادث :
وفي
كاريكاتير آخر ..
كما
شارك هشام أبو عودة بكاريكاتير آخر ..
وعلقت أخرى
قائلة.. في الحقيقة أن الإعلام تحدث عن قصة
شعر كردشيان ولم يذكر هذا الحادث الذي يجب أن يثير قلقنا جميعا ..
كما
قام النشطاء بتدشينهاشتاج ChapelHillShooting الذي وصل إلى 100 ألف بعد ساعات من إطلاقه ..
عائلة الضحايا
” منذ أسابيع بكيت فرحاً في عرس أخي الصغير “ضيا”، وها نحن اليوم
نبكيه وهو وعروسه وشقيقتها الصغرى – أفضل صديق لي- بدموع الألم الذي لا يمكن
تصوره، على هذه الطريقة التي قتلوا بها “
طالبت
عائلة الضحايا التي لازالت تحت تأثير الصدمة، السلطات بالتحقيق في الحادثة كونها
جريمة كراهية، وقتل متعمد بدافع العنصرية، وكانت “سوزان بركات”شقيقة ضيا قد
ألقت كلمات يعتريها الألم والحزن في مؤتمر صحفي، حول الحادث الذى أودى بحياة
شقيقها وزوجته وأخت زوجته..
مؤكدة
ان ضيا ويسر ورزان تركوا ذكرى لا تمحى، وعلموا من حولهم دروساً في التفاني والعطاء
وإحترام الغير، وتركوا صورة طيبة عن الإسلام والمسلمين في نفوس كل من قابلهم ..
كما
توافد آلاف الأميركيين بمكان الحادث للتضامن مع أهالي الضحايا الذين ذهبوا ضحية
هذا العمل الإرهابي الآثم !
وهذه
بعض الصور ..
والد
ووالدة ضيا بركات ..
ورود
الأصدقاء بمكان الحادث
وأخيراً..
يبقى السؤال، لماذا تجاهل الغرب هذا العمل الإرهابي ؟ أوليس
الإرهاب واحداً، أياً كانت دين مرتكبيه أو عرقهم
اراجيك
!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق