الاسرى الفلسطينيين

تصفيق جمهوري حاد لمشهد اسرى رافعين ايديهم
بين جدران اسمنتية عفى عليها الزمن ,وباب حديدي يصعب النظر من بين فتحاته نتيجة لسماكته ,وظلام دامس لايسمح لشعاع الشمس يضيئ الغرفة لتصبح غرفة اشبه ببيت الرعب ,وموسيقى خافتة حزينة تعزف على اوتار الجراح …….ورغم تلك المشاهد المكررة منذ عقود مشاهد لطالما حفرت في ذاكرة كل فلسطيني حر معنى الحرية لاسرى قضوا جل اعمارهم داخل قضبان حديدي..على مدار سنين طويلة يصدح صوت أااهات الاسرى وصرخات طفلة اكبر احلامها رؤية والدها …مشاهد تدور في ذاكرتنا منذ ثلاثين عاما ,نحييها يوم من كل عام ,ونتذكرها ثانية بثانية طوال العام ..ولكن في ظل الربيع العربي والثورات على الظلم والاستبداد خروج الاسرى في صفقة الوفاء للاحرار جعل هذا العام سيد الاعوام السابقة بتميزه ,فمنذ ان قرر المسجونين بدء معركة الامعاء الخاوية وسقوط اول اسير بمرض من جراء هذا الاضراب الى ان تم ترحيله الى قطاع غزة  بدات شعلة انتصار الارادة, من هنا يبدء المشهد المسرحي الذي يحاكي قضية لاسيما تعتبر من اهم القضايا الوطنية بل من الثوابت التي من اجلها نسعى لبناء مجتمع له كرامته وعزته ,هذا العمل مسرحي الذي  جسده 15 ممثلا بينهم 3اطفال من خلال اداء اشبه بأن يكون واقع ملموس للسجان وللمسجون ,رافقته موسيقى واغاني واناشيد خاصة لقضية الاسرى….اوبريت بقوة اداء ممثليه وكبر حجم قضيته استحوذ على عقول من كان داخل القاعة من جماهير جائت للمشاركة سواء اشخاص عاميون واشخاص ذو شان ,عمل مسرحي وان كان ابسط مما يتصوره ظلم السجان الا انه برسالته السامية حلق بالحضور الى  سماء القوة والحرية الى علياء المجد الى شموخ يدفع الاحباط واليأس الى حاوية الاعوام البائدة لينطلق بهم الى شعلة امل تضيء ارواحهم بالصمود والوحدة ,ويناقش الاوبريت قضية اضراب الاسرى عن الطعام في السجون الاسرائيلية واثرها على صحة الاسير وقدرتها على تحقيق مطالبهم ,كما تذكر الاسرى اهاليهم وذويهم الابطال فمنهم من توفيت زوجته وابنته ,ومنهم من توفيت امه واصبح اطفاله الصغار كبار .
من جانبه قال الدكتور  خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس خلال مشاركته بكلمة عن الاسير …ان هؤلاء الاسرى هم ارواحنا خلف القضبان هم اسود الحرية ونجوم تضيء سمائنا ..و قضية الاسرى ليست قضية يوم اسير  نحتفل به يوم في العام .,وانما يجب ان تعيش معنا حياتنا ويومنا وجهادنا فالقضايا الوطنية ليست موسمية
وقال د.الحية الاحتلال الاسرائيلي قد اقترب موعد اجله ونحن متفائلين بذلك وعلى شعبنا ان يوقن هذه الحقيقة لأن الامة ليست كالأمس فاصدقاء وحلفاء اسرائيل الان ليس كما كانو
وشدد.الحية على ان المقاومة ستواصل نهجها من اجل الافراج الكامل عن اسرانا الابطال من سجون الاحتلال الاسرائيلي
من ناحيته قال احد الاسرى داخل السجون عن طريق ارسال برقية عاجلة الى غزة :ارتجال منا وايمان بالحرية نعلن ان الشرارة المعهودة ستضيئ الافق من يوم الثلاثاء امتداد لمعركة الامعاء الخاوية  معركة انتصار الارادة والكرامة على جبروت الارض وطاغوتها
وتفاعل الجمهور مع مشهد اخر تجسده طفلة تريد رؤية والدها السجين داخل زنزانة العزل فيتم منعها من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي مشهد يرافقه صوت موسيقة حزينة مع بعض الابيات الشعرية التي تسردها الطفلة لتفجر الدهشة في قلب الجمهور الحاضر من مدى براعة هذه الطفلة في تجسيد المعاناة والقهر الذي تشعر به ابنة رجل سجين لم ترى والدها منذ سنين عديدة .
واختتمت المشهد وهي تردد:ناشدتكم بالله اعيدو لي ابي ومشهد والدها وهو يقهر السجان داخل قضبانه هذه هيا قوة الارادة التي تنتصر على قوة البارود والنار ,والامعاء الخاوية التي تشعل ابواب النهار ,ليظل باب الحرية مفتوحا …ولنبقى على نار الكسر حتى تصيح الشرايين .ويأتي هذا الاوبريت في الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزة فعاليات وندوات واحفالات ووقفات تضامنية مع الاسرى في يوم الاسير الفلسطيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق